بقلم المهندس/ طارق بدراوى
باب النصر هو بوابة حجرية ضخمة محصنة بنيت في سور القاهرة القديم جنوبي باب الفتوح بحي الجمالية بالقاهرة علي يد القائد العسكرى الفاطمي جوهر الصقلي عام 1087م وقد أطلق عليه لاحقا إسم باب العز إلا أن سكان القاهرة فضلوا الإسم الأصلي باب النصر وهو الإسم المستخدم حتي الآن ولعل سبب هذا التمسك أن هذا هو الباب الذى كانت تدخل منه الجيوش بعد عودتها منتصرة علي أعدائها حيث مر منه سلاطين مصريون مثل الظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والأشرف خليل والناصر قلاوون بعد عودتهم منتصرين يحملون غنائم أعدائهم ويسوقون أمامهم أسراهم وجدير بالذكر أن الوزير الفاطمي بدر الجمالي قد قام بنقل بابي الفتوح والنصر بسور القاهرة القديم من مكانهما الأصلي إلى مكانهما الحالي …..
ويعتبر هذا الباب من أهم الآثار الإسلامية للعصر الفاطمي ذات الطبيعة العسكرية ونموذج من نماذج الأبنية الحجرية التي تم بناؤها في مصر في عصر الفاطميين تأثرا بالعمارة البيزنطية حيث رأينا ذلك في سور وأبواب القاهرة ومساجد ومنازل ومعظم منشآت هذا العصر ويمتاز باب النصر ببرجين مستطيلين يوجد بينهما بوابة ضخمة ومرتفعة نقش علي جانبيها زخارف ترمز إلى الانتصارات التي حققها الجيش المصرى وتعلوها فتحة محاطة بافريز يمتد ويحيط بالبرجين المستطيلين ونقشت عليه كتابات تذكر اسم من تم بناء هذا الافريز في عهده وهو الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وقائد جيوشه أبو النجم بدر وكذلك تاريخ البناء وفوق هذا الافريز توجد فتحات المزاغل التي تستخدم في الدفاع عن القاهرة في حالة محاولة أى معتدى اقتحام الباب برميه بالسهام وبإلقاء المياه المغلية والزيت المغلي عليه ……
ويوجد بالبوابة سلم حجرى كان تصميمه يعتبر الأول من نوعه في تاريخ عمارة هذه الفترة ويؤدى هذا السلم إلي الأبراج كما يقود إلي عدة حجرات ذات عقود حجرية وبذلك يختلف باب النصر عن باقي أبواب القاهرة بوجود هذا السلم وكذلك بأن أبراجه ذات شكل مستطيل وليست ذات شكل أسطواني ويبقي لنا أن نقول إنه في عهد الحملة الفرنسية أمر نابليون بونابرت قائد الحملة بعمل تعديلات علي باب النصر وتوسيع فتحات المزاغل لاستخدامها في الضرب بالمدافع بدلا من السهام ويعد باب النصر حاليا من المزارات السياحية كنموذج من نماذج فن العمارة الإسلامية في مصر في عصر الفاطميين ……